Sunday, November 2, 2008

الترجمــة السَّــماعية الكاملــة للفيلــم الأمـريكي الهــام (Arranged (2007

الترجمــة السَّــماعية الكاملــة
للفيلــم الأمـريكي الهـام والهـادف


"" Arranged ""
"" زواجٌ تقلــيدي ""






قصـة الفيلـم:
يحكـي الفيلـم قصـة صـداقة تنشـأ بيـن فتـاتين إحـداهمـا (نصـيرة) تنتـمي لأسـرة مسـلمة ملتـزمة دينيـاً والأخـرى (راخـيل) تنتـمي لأسـرة من اليهـود الأورثوذوكـس على قـدر كـبير من التزمـُّت. تعـمل الفتـاتان كمعلـِّمتين في مدرسـة بمدينـة (نيويورك) متعـددة الأعـراق والأجنـاس والأديـان.

وبرغـم موروثـات التشـكك المتـوفرة لدى طرف بإتجـاه الآخـر، تسـير العـلاقة في أجـواء مفعـمة بالدفء بيـن الطرفـين نحـو الصـداقة التي وطـدتهـا الظـروف حـين وجـدت كل منهمـا نفسـها في ذات الموقف. حـيث اتجهـت كلتـا العائلـتين لتزويج إبنتهـا بالطريقـة التقلـيدية، التي عارضتهـا الفتـاتان ووجـدت كل منهمـا في الأخـرى متنفسـاً وعقـلاً متفهـماً في ظل اخـتلافات جوهـرية بينهمـا وبيـن المجـتمع المحـيط المنفتـح بشـدة والرافـض للقـيود.


ودون الاسـترسـال في كشـف أحـداث الفيلـم أريـد التأكـيد على أن النتيجـة التي توصـل إليهـا رائعـة وأن قيـم الالـتزام والدين هي المنهـج الصـحيح دون تزمـت أو تشـدد، وأنهـا الطـريق الى النهـايات السـعيدة دائمـاً.

الصــداقة ليـس لهـا ديــانة:
الفيلـم أعمـق بكـثير من مجـرد حـالة فرديـة لفتـاتين تواجـدتا في ذات الحـيز المكـاني وهمـا يحـملان خلفـيات تحـمل العـداوة الكامنـة بحكـم اختـلاف الديـانة. بل يقـدم نمـوذج رائـع لمـا يمكـن أن يصـبح عليه التعايش بيـن قومـيات وثقـافات مخـتلفة أي نمـوذج لمـا يمكـن أن تصـبح عليه العـلاقة مع الآخـر.

العـلاقة مع الآخـر التي يجب أن تحكمهـا قيـم التسـامح والانفتـاح الفكـري والثقـافي دون التقــيد بخلفـيات العـداء الإثني أو الديني الذي وُجـِدَ في ظـروف أخـرى بين أجـيال سـابقة على هـذا الجـيل وفي حـيز جغـرافي آخـر. وهـذا ما يفسـر أن نظـرة المجـتمع الغـربي بصـفة عـامة إلى المسـلمين ليسـت واحـدة، بل تخـتلف باخـتلاف قومـية المسـلم. فنظـرة الأمريكـي مثـلاً للمسـلم الباكسـتاني أو الهـندي أقل تشـككاً من نظـرته نحـو المسـلم العـربي، وهي نظـرة لا ألـومهم عليهـا بشـكل كامـل لأننـا مسـئولون عنهـا بشـكل إلى حـد ما. فالإنسـان العربي، عندمـا يتنتقـل إلى الغـرب يعـمد إلى نقـل مشـاكله الذاتيـة معـه، وهـو من أقـل العناصـر اندمـاجاً وفعـالية في المجـتمع الغربي، ويبـدو وكأنه لا يزال يعيـش في بلـده مع تبـديل الأرض والمناخ فقط. وهنـاك نقطـة أعمـق من ذلك، ألا وهي أن قـدرتنا شـبه معـدومة على قبـول الآخـر، والاخـتلاف الحضـاري في الرأي، وبالأغلـب لن تجـد عربيـاً ينخـرط في نقـاش مع مواطـن غربي إلا وسيحـاول اخضـاعه لوجهـة نظـره بالجـدل أحـياناً وبالإلحـاح أحـياناً أخـرى، وهو ما يجعـل الغـرب ينظـر لنا كمتعصـبين.


في هـذا الفيلـم، تتفهـم البطـلتان الاخـتلافات مع الطرف الآخـر، من ناحـية العقـيدة والعـادات الاجتمـاعية، بل وتتحـدتان في مواجهـة العنصـر اللـيبرالي (مديـرة المدرسـة) التي تدعـوهما لهجـر العـادات البالـية من وجهـة نظـرها، وأن تتخلصـا من القـيد الديني. الأجمـل من ذلك، أن كلتـا البطـلتين وجـدتا في الأخـرى الصـديقة الأمثـل التي يمكـن أن تسـتمع للهـموم وأن تعطـي الحـلول. برغـم أنف المجـتمع المتشـكك والعائلـتين الرافضـتين لهـذه الصـداقة (حتى وإن بـدا رفضـاً صريحـاً في حـالة العائلـة اليهـودية ورفضـاً مسـتتراً في حـالة العائلـة المسـلمة).

أبطـال الفيلـم: